الأيقونة الثقافية
ونحن نعيش نخوة الانتماء إلى هذا الوطن التونسي ونؤكد لأنفسنا أن ما يزال في دمائنا جينات العزة والمقاومة والصمود التي تنتصر للعدل والمساواة وتحمل الكثير من الإنسانية المنحازة “لمن هم تحت”، نتذكر ما خطه كبار الأدباء عن الثورة حيث كتب فيكتور هيجو “عندما تصبح الدكتاتورية حقيقة واقعة تصبح الثورة حقا من الحقوق”.
ما أشبه الأمس باليوم فقافلة الصمود التي يقودها الطبيب محمد أمين بالنور ذكرنا بالثائر الأيقوني شى جيفارا الذي قال مرة “الثورة ليست مثل تفاحة تسقط عندما تطيب، لكنك لا بد أن تجعلها تسقط” وهذا ربما ما دفع بهذا الطبيب ومعه مجموعة من الشباب لتكوين تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين شعارها “الصمود من أجل كسر الحصار على غزّة” كي تجتاح كل الظلم الذي عاناه الشعب الفلسطيني والذي عُرض عبر الشاشات دون يحرك العالم ساكنا.. فقط بعض الاحتجاجات من هنا وهناك وتعود الحياة إلى سالف عهدها..
يقول الكاتب الإنجليزي هربرت جورج ويلز “لا يوجد هناك بأس من المعاناة إذا كان هناك هدف من تلك المعاناة، إن ثورتنا لم تقض على الخطر أو الموت، ولكنها جعلت من الخطر والموت شيئا مجديا” ونتمنى أن يكون وراء كل هذه التضحيات والجهود نتيجة بأن تصل المساعدات الانسانية إلى أهلنا في غزة ونتمكن بتضافر الشعوب إلى اختراق هذا الصمت المخزي فقد تضامن الشعبين الليبي والجزائري مع هذه القافلة كأجمل ما يكون وقدموا للعالم صورة مشرفة فيها الكثير من الحب والايثار.. وفي الأخير جاد الفقير بما لديه.
المقاومة فكرة تنخر خيال الشرفاء والمقاومة موقف يعلي من قيمة الانسان وبعد أن اجتازت القافلة التراب الليبي، الشعب المصري أمام امتحان إما يدخله التاريخ من باب الكبير أو إلى مزبلته !
