الأيقونة الثقافية – Icone Culture صحيفة الكترونيّة مختصّة في الثقافة التونسيّة والعربيّة والعالميّة والفنون تعمل على تثمين المشهد الثقافي ونقده
فاتن بن حسن
لن ننسى أن معرض مدينة تونس للكتاب قد كرّم ذات سنة “صانعة” محتوى تروّج هواءً وتبيعه وتحصد الاعجاب لتجني أموالا “باردة”، قيل حينها إنها من أكثر المؤثرات تأثيرا، أي نعم، هكذا تفرض علينا التكنولوجيا أن نطوّع المفاهيم ونُفرغها من قيمتها ونتمادى في الغي ونحن لا نستطيع سوى أن نتعجب من هذا النسق السريع في الانحدار…
قامت الدنيا ولم تقعد حينها في الأوساط الصحفية والاعلامية وصاح أحدهم ثم ندّد آخر واحتجت أخرى ..لكن الذي كان قد كان ..طُويت هذه الصفحة لحسن الحظ لنقف اليوم على تظاهرة حسب ما نعتقد أجمل ما فيها توقيتها…عطلة الشتاء، الأجواء منعشة في قلب شارع الحبيب بورقيبة قبالة المسرح البلدي، الموسيقى خلقت أجواء مضاعفة من الزهو والفرح أما الاقبال فكان محترما..سنتحدث عن المحتوى لاحقا.
اليوم يحتفل معرض مدينة تونس للكتاب بدورته 13 ويشارك فيه 80 دار نشر تونسية وينظمه المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية تونس بالاشتراك مع اتحاد الناشرين والمركز التونسي للكتاب ودار الثقافة ابن رشيق ودار الثقافة ابن خلدون والمكتبة الجهوية بتونس ويتواصل إلى غاية 11 جانفي 2025.
حسب ما توفره الجهات الرسمية من أرقام فإن أكثر من 30 ألف عنوان في مجالات مختلفة هي المحتوى الحقيقي لهذه التظاهرة، ثلاثون ألف نسبة منها لكتب دعم المنهج الدراسي التي دائما ما تجد حرفائها من التلاميذ والاولياء.
الأهم الآن تنويعة الكتب الأخرى من الأدب التونسي إذ لمحنا خلال جولتنا كتبا للمسعدي وأبي القاسم الشابي وخريّف وعيسى الجابلي وآمنة الرميلي وريم القمري وغيرهم، والادب العربي والعالمي المترجم والعناوين لا يمكن حصرها فقط بعض الأسماء بقيت في الذاكرة على غرار ماركيز ونجيب محفوظ وطه حسين وأحمد مراد وخوسيه ساراماغو فضلا عن الكتب الأجنبية باللغتين الفرنسية والانجليزية.
و ككل التظاهرات الوطنية لابد من تذكير بالقضية الفلسطينية فنجد كتبا لغسان كنفاني ومحمود درويش وجبرا ابراهيم جبرا وغيرهم.
سيشمل برنامج هذه الدورة أيضا، أنشطة متنوعة، من بينها عرض مسرحي تحت عنوان “الحرية لفلسطين” بالإضافة إلى تنظيم ورشة رسم ولقاءات شعرية وعروض مسرحية وكوريغرافية وندوات متنوعة نذكر من بينها منها “مسرح الشارع الواقع والآفاق”.. و”أخطار الفراغ وعلاقته بوسائل الاتصال الاجتماعي عند الشباب”
تغير جذري من تكريم المؤثرين الذين اجتاحوا الفضاء السيبرني إلى دراسة كيفية التحكم في وقت الفراغ بعيدا عن الشبكات “العنكبوتية”..اختيار لا يسعنا إلا أن نثمنه!
