رحيل مغني الراب “كافون”

الأيقونة الثقافية

43 ربيعا فقط كانت كافية كي نعرف خلالها بعض جوانب من شخصية الراحل أحمد العبيدي أو “كافون” الذي وافته المنية  السبت 10 ماي 2025.

 على ما يبدو كان كافون صديق الكل و”حوماني” حقيقي أي ابن الحي الشعبي الذي لا يغدر ولا يخون وتجده وقت الأزمة خير سند وما أحوجنا لهذه القيم في زمن كل ما فيه مزيف ومصطنع.

انطلاقته كانت مع مغني الراب محمد أمين حمزاوي في أغنية “حوماني” والتي كانت فعلا ترجمان للحي الشعبي التونسي وما يعيشه المواطن التونسي من فقر وتهميش فقد ورد في الأغنية “قاعدين نعيشو كي الزبّلة في بوبالا تي فقري نقري ما نقوم بكري ما نعرف منقالة…هوني خنقة برشا غمة..فاتك كلام جيب كلام .. في الظليمة ما في سلام”.

توالت بعدها الأغاني والنجاحات فقد نحت “كافون” مسيرة ستبقى ذكرى من بعده خاصة أنه مزج بين الراب والريقي وفي ذلك يكمن تميزه فكلاهما من أعماق افريقيا السوداء ومن هذين الصنفين من الغناء علمنا معاناة السود واكتشفنا أصواتا وطاقات انطلقت من أمريكا لتكتسح العالم ويرى الانسان ماذا قدمت يداه من ظلم وتفرقة على أساس اللون والأصل !

لربما كان أحمد العبيدي يستبطن هذه المعاني تلقائيا فقد كانت كل أغانيه تحفر في هذا المنحى وتؤكد في كل مرة انتصاره للشعب يكفي أن نذكر   “الأيام” و”معليش” و”شق شق” و”ماني وليدك” و”نحب نقلع”، إلى جانب إعادته لأغاني من التراث على غرار “صقع الليل” و”جيت نعوم” و”ميقودة”..

ثم اتخذت مسيرته، بعد ما خضع لعمليات وبُترت ساقه، منحى آخر فتنوعت أكثر فأكثر واكتشفنا “كافون” الممثل في مسلسل “النوبة” و”كان ياما كانش” و”رقوج” وكلها من اخراج عبد الحميد بوشناق حيث كان الخيط الرابط بين كل هذه الأدوار الغناء فحتى حين كان دوره في رقوج يبيع الأكلة الخفيفة في السوق (كسكروت عياري) كانت العبارة التي شدت الجمهور “مروّووّب مروّوووّب” على طريقة بوب مارلي !

رحم الله الفنان الشاب أحمد العبيدي ورزقنا الصبر والسلوان

شاهد أيضاً

مهرجان كان 78″ والحضور العربي والتونسية أريج السحيري في المسابقة الرسمية

الأيقونة الثقافيةتنطلق غدا 13 ماي وتتواصل إلى غاية 24 من الشهر نفسه 2025 فعاليات مهرجان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *