الأيقونة الثقافية – فاتن بن حسن
لا مجال للشك أن تونس تتجه من الهيمنة الغربية الأوروبية إلى آفاق أخرى ربما هي أقل “استغلالا” أو أكثر فهذا ما ستحدده التجربة وحدها، إذ غير خاف على الجميع بأن هناك شراكات ستظهر في المستقبل مع دولة الصين الشعبية وتعاون أكبر وتبادل تجاري واقتصادي وتكنولوجي أعمق سنرى ثماره قريبا…
فقد أدى لي شولي عضو المكتب السياسي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير دائرة الإعلام زيارة إلى بلادنا مؤخرا وعلاوة عن كونه التقى أعلى هرم السلطة، فقد زار أيضا المتحف الوطني بباردو بتاريخ الخميس 15 ماي 2025 أين اطلع على مختلف مكونات المتحف، فضلا عن زيارته لقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد ومتحف رقادة بالقيروان.
هذا بالضبط ما يسمى بـ”التقارب الشامل” فلطالما كانت الثقافة الواجهة التي من خلالها يمكن “الهيمنة” على الشعوب، فالأفكار التي تبث في “المنتوج الثقافي” تخضع لجهة التمويل في تبعية أصبحت مقززة ومنفرة وتستوجب حلا جذريا فالثقافي يجب أن يبقى منآى عن كل التجاذبات السياسية والأيديولوجية.
ولأن الأيديولوجيا منظومةٌ من الأفكار المرتبطة اجتماعياً بمجموعةٍ اقتصاديةٍ أو سياسيةٍ أو غيرها، وهي منظومةٌ تعبّر عن المصالح الواعية فهي بهذا محاولةٌ لتفكيك ما هو ثابتٌ لدى “الآخر” أي التونسيون لكي تزيح وتكون هي الثابتة في العقل بمعنى أنها نزعةٌ لمقاومةٌ تفكيك البنيات الكلية، طبعا مع تنسيب الأمور لأن الهوية التونسية بماهي مزيج من الحضارات ستستوعب “الوافد” الجديد بدل الانصهار فيه..
وعلى كل حال فقد فُرضت العولمة بصفتها علم الفكرة الواحدة لتشكيل الفكر، بعيدا كل البعد عن خصوصيات الهوية وثرائها وعن تاريخ البلاد وما فيها من عادات وتقاليد ..كل ماهو مطلوب اليوم أن لا نفقد تلك الهوية ونحافظ عليها فتونس لا شرقية ولا غربية !