ليلى العوني – الأيقونة الثقافيّة
“لماذا أيام قرطاج المسرحية؟” ما تأثير التغيرات العالمية وأي مواضيع يعالجها الفن، آن الأوان أن نتسائل عن إمكانية تحويل الأيام إلى “سوق مسرحية” وأول بوّابة عربية تفتح أبواب الترويج خارج حدود الوطن للمسرحيين التونسيين أو حتى الضيوف القادمين من بلدان أخرى.. اليوم أصبح هناك أسواق أوروبية وإفريقية على غرار “المازا” و “الماباس” ومؤخرا إفتتح سوق للمسرح في الهند! بهذه التساؤلات والمقترحات إستهلت مديرة أيام قرطاج المسرحية نصاف بن حفصية الندوة الصحفية للدورة 23 للأيام المزمع عقدها من 3 إلى 10 ديسمبر المقبل تحت شعار “برشا محبة”.
وتؤكد بن حفصية على أنه قد آن الأوان للتفكير بجدية حول إمكانية تحويل أيام قرطاج المسرحية إلى أول سوق عربية مسرحية تروج وتفتح باب التسويق لكل الأعمال المشاركة مايؤهلها لذلك أنها عميد المهرجانات المسرحية العربية والإفريقية فلا تليق بغيرها المبادرات..
بدت نصاف بن حفصية متلعثمة في قرارها ومتخوفة من ردات فعل الصحفيين والمسرحيين على حد السواء، فلم تفرض هذا “التحويل” كمديرة وصانعة للقرار وإنما أرجأته للنظر والتفكير فيه من خلال ندوة دولية كبرى سُميت “نحو آفاق للإنتاج والترويج العربي والإفريقي” معللة ذلك بتعثر مسارات الإنتاج والتوزيع في تونس والبلدان المجاورة والأزمات المتعددة في العالم التي يعود تأثيرها أولا ومباشرة على المسرحي… وستفتح هذه الندوة النقاش حول كيفية إستعادة أيام قرطاج المسرحية لبريقها كصانعة للإبداعات وتعديل بوصلة المهرجان ليكون منصة فنية ومهنية في آن، تكرس تقاليد الصناعة الإبداعية وتضمن حق الفنان في العيش من فنه.. وقد تم إستقطاب عديد المبرمجين من العالم لتحقيق هذه الغاية.
فيما قدم مدير برمجة الأيام سيف الدين الفرشيشي العروض خلال الدورة وإنطلق من تقديم عرضي الإفتتاح وهما مسرحية “أنا الملك” لمعز حمزة ومسرحية “شوق” التي يعود بها المسرحي حاتم دربال إلى خلق الحياة على الركح. وستكرم هذه الدورة من أعطوا من روحهم ودمهم للمسرح وغادرونا بلا عودة وهم: هشام رستم الذي شغل سابقا مديرا لأيام قرطاج المسرحية، توفيق البحري، صادق الماجري، منجي التونسي، إسماعيل بوسلامة، بشير خمومة، عادل الحباسي وعادل مقديش.
كما ستكون السنيغال ضيف شرف الدورة فيما سيتم تكريم وتتويج قامات مسرحية قدمت مسيرة مسرحية مشرفة على مدى سنوات عديدة وهم: فاطمة بن سعيدان، سهير المرشدي، سلوى محمد، محمد اليانقي، أيمن زيدان، حبيب ديمبيلي، قاسم بياتلي وعلاء الدين أيوب. و تتكون اللجنة الفنية لإختيار العروض من علي اليحياوي، بسمة الفرشيشي، حاتم تليلي وسيف الدين الفرشيشي التي إختارت في المسابقة الرسمية عرض “ضوء” للطاهر عيسى بالعربي، “تائهون” لنزار السعيدي، “النسر يسترد أجنحته” لوليد عمر باكبر من السودان، “شمس ومجد” لأسامة غنم من سوريا، “أنتجون” لعقباوي شيخ من الجزائر، “المجوهرات” لويليام شام ويتيش من الكونغو، “حدائق الأسرار” لمحمد الحر من المغرب، “الديار” لارونا ب من السنيغال، “إيزدان” لمهند علي حميد من العراق، “هاملت بالمقلوب لمازن الغرباوي من مصر، “لغم أرضي” لجورج إبراهيم من فلسطين، “كوكتيل شقف بلا معنى” لجانا بو مطر من لبنان. وفي العروض خارج المسابقة نجد العروض التونسية وهي: عرض “عطارد لأوس إبراهيم، “لا إشارة” لسامي الجويني، “القارعة” ليحي يعقوبي، “الوحلة” ليسرى قصباوي، “الكوميديا الإلهية” لحافظ خليفة، “ثورة الخشب” لفيصل بن محمود، “تجربة 51” لضياء منصوري، “كلونات” ليوسف مارس، “بالبروفة” لعمار لطيفي، “الصندوق الأسود” لمحمد السايح، “لعمى” لأمير عيوني، “ثقوب سوداء” لعماد المي، “العاشقات” لحاتم مرعوب، “آنا الريح” لصابر الحامي، “المنفى” لنادر بالعيد، “مشاعر” لمحمد علي أحمد، “باراشوك” لمحمد الكشو، “النقطة العمياء” لمنى الحاج زكري وإبراهيم جمعة.
فيما تضم العروض خارج المسابقة العربية الإفريقية العناوين التالية: “لبؤات التاريخ” لنبيل عازر من فلسطين، “بائع متجول” للمعتمد المناصير من الأردن، “الغريب والنقيب” لفهد الدوسري من المملكة العربية السعودية، “حرب العشر دقائق” لإبراهيم حنون من العراق، “بلاستيك فانتاستيك” لبيار ماري كوديا من الكوت دي فوار، “أناركيا” لمحمد الأنصاري من الكويت، “المركب” لشرح البال عبد الهادي من ليبيا، “اشوفك” لحسن رجب من الإمارات. ومن العالم نجد مسرحة “أصابع اليد لا تتشابه وكذلك أبناء العائلة الواحدة” لورانس جانر من فرنسا، “قطع تام” لميريام سادوي من بلجيكيا، ” إيفون” لزليان بالاز من المجر، “آثار – خطاب إلى الدول الإفريقية” لفلوين سار وأريسيد تارناجدا وإتيان مينونجو وسيمون وينسي في إنتاج مشترك مع لي ريكريارال (واغادوغو، بوركينافاسو وبلجيكيا)، “فلوتادوس” لدافيد مورينو وكريستينا كالجا من إسبانيا، “جمهورية الخوف” حسن خيون من بلجيكيا.
كما سيتم عرض مسرحيات أخرى في فقرات “مسرح الحرية” و “مسرح الطفل والناشئة” و “تجارب ومدارس” و”مسرح الهواية. فيما تقام عديد الورشات على غرار ورشة النقد السينوغرافي من تأثيث فوزية المزي من تونس وشادية زيتون من لبنان ومرشد سحنون من تونس، ورشة “تحولات الممثل في الفضاء المسرحي” من تأطير محمد سيف من العراق… كما تقام ندوة فكرية بالشراكة مع الجمعية التونسية للنقاد المسرحيين بإشراف الناقد وأستاذ التعليم العالي الدكتور حمدي الحمايدي تحمل عنوان “موليير في مرآة المسرح العربي والإفريقي”.