المهرجان الدولي لأفلام حقوق الانسان: في الواقع المأزوم، السينما ضد كل أشكال التمييز

ليلى العوني – الأيقونة الثقافية

لم تكن الجامعة التونسية لنوادي السينما أول هيكل سينمائي وطني في البلاد التونسية فحسب بل كانت فعلا حقوقيا مواطنيا مدنيا ضد براثن المستعمر الفرنسي، فقد ولدت الجامعة التونسية من رحم الجامعة الفرنسية ثم أعلنت القطيعة النهائية عنها سنة 1949 لما شعرت أنها في غير مكانها وعندما أدركت الدور الحقيقي للسينما الحاملة لمشروع وطني مقاوم للإحتلال الفرنسي، فالسينما التونسية وُلدت بهاجس إجتماعي وسياسي..

ثم تأسست الشركة التونسية للإنتاج والتنمية ومخابر ڨمرت في محاولة من الراحل الحبيب بورڨيبة التحكم في السينما التونسية وتدجينها لصالح صورته وحكمه مما يقيم دليلا آخر على أهمية السينما ودورها في المجتمع فقد أصبح ميدان السينما هو الحاضن الأقوى والأضمن للنفس الديمقراطي في البلاد من خلال إنتاج أفلام تطرح مختلف القضايا الإنسانية.

ولم تتخلّ إلى اليوم السينما التونسية عن دورها التاريخي إزاء أمهات قضايا بلادنا ونحن في فترة مفصلية عصيبة حيث تستباح حقوق الإنسان كما لم تستباح يوما بعد ثورة 2011 وفي خضم حملة عنصرية مسعورة ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء الفارين من بلدانهم والحالمين بمستقبل أفضل.. يبدو المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان – كرامة تونس المتنفس الوحيد في كل هذه الأجواء المشحونة.. وقد عقدت هيئته المديرة صباح اليوم 28 فيفري بقاعة صوفي قلي بمدينة الثقافة ندوة صحفية لإطلاع الجمهور على أهم أفلام وفعاليات دورته الثامنة التي ستقام من 4 إلى 8 مارس 2023.

مديرة المهرجان ريم بن منصور وفي كلمتها أكدت أن المحور الأساسي للمهرجان هو حقوق الإنسان وهو محور دائم ما دام المهرجان. إلا أن المحور الثانوي هو محور متغير مع كل دورة وقد إختارت الهيئة المديرة محور “المرأة والسلام والأمن” تزامنا مع عيد المرأة العالمي الموافق ليوم 9مارس.

كما أعلنت عن تأسيس المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان للطفل وسينطلق أواخر هذه السنة في إطار أنشطة الجمعية الثقافية التونسية للإدماج والتكوين “أكتيف” منظمة المهرجان موضوع الندوة.

وفي كلمته أعلن المدير الفني للمهرجان الناقد الناصر الصردي عن تقديم 3400 فيلم من كافة أنحاء العالم للمشاركة في مسابقات المهرجان. “كان الإختيار صعبا للغاية وللأمانة لم نستطع مشاهدة كل الأفلام خاصة مع عدد أفراد الهيئة المديرة القليل جدا لكن مالاحظناه هو وجود عدد مهم جدا من أفلام التحريك جعلنا نضيف جائزة جديدة للمهرجان وهي جائزة أكتيف لأفلام التحريك” وفق ما قال الصردي في معرض حديثه عن كواليس التحضير للمهرجان.هذا بالإضافة إلى الجوائز التقليدية للمهرجان وهي جائزة أحسن فيلم روائي طويل وأحسن فيلم روائي قصير وأحسن فيلم وثائقي طويل وأحسن فيلم وثائقي قصير.

المهرجان في أرقام

فيلم الإفتتاح سيكون لبنانيا فرنسيا تحت عنوان “بيروت في عين العاصفة” لمي المصري فيما يعرض 37 فيلما من بينها 10 أفلام روائية قصيرة و7 أفلام روائية طويلة و6 أفلام وثائقية قصيرة و8 أفلام وثائقية طويلة كذلك 5 أفلام تحريك قصيرة وفيلم تحريك طويل واحد.

كما سيزور المهرجان 4 جهات تونسية وهي توزر، قابس، الڨصرين والمهدية بمجمل 13 عرض في الجهات.

في المهرجان فكر وتكوين..

لاينسى المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان الجانب الفكري والتكويني فسينظم خلال فعالياته لقاء حول دور السينما في مناهضة العنف ضد المرأة والدفاع عن قيم الأمن والسلام كما ينظم ورشة تكوينية في النقد السينمائي من تقديم الناقد وقيدوم المهرجان الناصر الصردي تدوم كامل أيام المهرجان لفائدة طلبة معهد الصحافة والسينما والفنون السمعية البصرية والصحفيين الثقافيين… وستصدر مع نهايتها نشرية تضم المقالات التي وقع تحريرها أثناء الورشة.

شاهد أيضاً

“المجلس الثقافي” يرى النور

منبر جديد يحتضن المثقّفين وبنات أفكارهم وكلّ ما يعتمل في صدورهم من أحلام وأماني.. سُمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *