ليلى العوني – الأيقونة الثقافية
إصرار على صبغة الملتقى يتأكّد مرة أخرى في الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية التي نأت بنفسها عن المسابقات والمشاحنات حول مدى استحقاق المرتبة الأولى و غيرها، القرار نُفذ منذ الدورة السابعة حيث أراد سامي بن سعيد المدير السابق أن يجعل من المهرجان نقطة لقاء بين الموسيقيين حول العالم، وهو قرار يحتمل الخطأ لأنه علينا أن نذكّر أن وهج أيام قرطاج المسرحية لم يعد إلا بعودة المسابقة وقس على ذلك! الأمر لا يعني كما صرح مرة المسرحي محمد إدريس “كورس زوايل” بقدر ماهو تميز موسيقيين وفنانين عن غيرهم لذا يحق لهم أن ينالوا اعترافا ولو بسيطا على حرفيتهم وإبداعهم، ثم هناك لهفة الانتظار والتشويق.. كل هذا يحفز الناس على الحضور والمشاركة وحتى المراهنة على أحقية فنان من بين الكل، ثم كيف ننسى دور مهرجان الأغنية مثلا الذي قدم لنا نجاة عطية وسنية مبارك وأنيس الخماسي…كلهم برزوا من خلال مسابقة!
هي المرة الاولى التي تترأس فيها الفنانة درصاف حمداني مهرجانا، لذلك سعت أن تكون دورة إستثنائية ودون مسابقة، حسب تصريحها في الندوة الصحفية التي أقيمت اليوم الثلاثاء 10 جانفي 2023 بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة لإطلاع محبي الموسيقى على تفاصيل الدورة الثامنة المزمع عقدها من 21 إلى 28 جانفي 2023.
لتضيف الحمداني “أثني على قرار سامي بن سعيد في جعل الأيام منصة لقاء وتحاور وتفكير وإنتاج مشاريع موسيقية والإستغناء عن المسابقة وقد إخترت المضي قدما في هذا التوجه الجديد.”
أثر الموسيقى في السينما
“ستكون هذه الدورة منفتحة على كل التعبيرات والإبداعات الموسيقية وقد إخترنا مائوية السينما لتثمين دور الموسيقى في السينما من خلال سهرة “نوستالجيا” لموسيقى الجينيريك لأعمال سينمائية بقيت في البال للفنان ربيع الزموري بالإضافة لتكريم عديد الوجوه في السينما والدراما” حسب تأكيد درصاف الحمداني مضيفة أن الإنفتاح لن يقتصر على السينما ليشمل الصناعات الموسيقية، الديجيتال، البينال، ندوات للتفكير يؤثثها خبراء من تونس ومن العالم.
فيما أكد الفنان منير فلاح مدير الإنتاج وعضو لجنة إختيار العروض أن التركيز كان على الشباب الحالم والمحب للموسيقى لتلتقي الطاقة الشابة النضرة مع أصحاب الخبرات من مختصين ووكلاء أعمال ومنظمي مهرجانات وملحنين… حتى يتسنى لهم تصدير أعمالهم التونسية للخارج.
الأيام في أرقام
ومن ضمن 97 ملف ترشح، إختارت اللجنة 29 عرضا قادمة من 18 بلدا إفريقيا وأوروبيا ومن العالم العربي مع إضافة إلى عروض كبرى يؤثثها 11 فنانا وهم على التوالي: الفنان كريم زياد و هو جزائري فرنسي وعرض جدل من الأردن وعرض نوريغ من فرنسا وعرض بوكلثوم من سوريا وعرض ساري وعياد خليفة و مايك ماسي من لبنان وعرض مسار إجباري من مصر وعرض سونو أجيري من إيطاليا وعرض الفرعي من فلسطين وعرض أصول ياسين بولعراس تونسي أمريكي ونستالجيا ربيع الزموري من تونس بالشراكة مع مسرح الأوبرا وكل من الأركستر السنفوني التونسي والفرقة الوطنية للموسيقى. وسيشهد المهرجان تنظيم 4 ندوات و 6 ماستر كلاس مع مختصين من تونس والعالم.
“ماركت” أيام قرطاج الموسيقية
وعن جديد الأيام، ستشهد هذه الدورة ميلاد فقرة “ماركت” وهو معرض موجه لمختلف الفاعلين في المجال الموسيقي والصناعات الموسيقية قصد التعريف بمنتجاتهم وإبتكاراتهم على غرار بائعي الاسطوانات “فينيل” وجامعي القطع والآلات الموسيقية والعرضين في مجال صناعة وإصلاح وبيع الآلات الموسيقية…دورة أولى للـ”ماركت” ستنتظم في مدينة الثقافة وتتواصل طيلة أيام المهرجان.
التكريمات
اختارت الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية خلال إفتتاحها تكريم كل من الفنان الراحل رضا ديكي والفنانة علياء السلامي والملحن والمختص في موسيقى الجاز فوزي الشكيلي.