المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون يعود إلى الحضن التونسي

ليلى العوني – الأيقونة الثقافية

أخيرا يعود المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون إلى الحضن التونسي بعد فشل المملكة العربية السعودية في إقامة دورة تضاهي أو تنافس المستوى التونسي لأعرق تظاهرة إعلامية في الوطن العربي، ربما يرجع ذلك لغياب تقاليد إقامة المهرجانات في السعودية، فلا يكفي أن تضخ آلاف الدولارات في ماكينة أعدت خصيصا لتغيير مجتمع منغلق.. إنما الفن حياة ينساب بين الناس كعين ماء تنبثق من بين صخر وتراب سائغة للشاربين، تغريهم فيتبعوا آثارها أينما حلت.

الغريب في الأمر أن لرئيس اتحاد إذاعات الدول العربية رأي “براغماتي” جدا فقد صرح “نحن أحرار في إقامة دورة في السعودية أو غيرها” و”هناك لغط كبير حول المشاركة المجانية للدول الأعضاء في المهرجان وفي مسابقاته، هذه الدول هي من تدفع ميزانية هذا المهرجان يجب أن يفهم الصحفيون هذا حتى لا نسمع لاحقا بعض التهريج!”  ثم أردف “نحن نساعد مؤسستي الإذاعة والتلفزيون التونسيتين في إنجاز تغطية الأحداث الهامة بالجمهورية التونسية دون مقابل، وقد وفرنا التجهيزات التقنية التي كانت باهظة جدا في بعض الأحيان  ولم نتكلم عن هذا” وفصل قوله بأن قال  “وفرنا معظم التجهيزات التقنية التي واكبت القمة العربية سنة 2019 التي بلغت كلفتها مليون ونصف دولار، كما وفرنا التجهيزات التقنية في مواكبة مختلف المحطات الإنتخابية التي عاشتها تونس مجانا للإذاعة والتلفزيون التونسيتين ولم نتكلم عن هذا”، أيضا “نقلنا فعاليات القمة الفرنكوفونية إلى العالم بتجهيزاتنا ومجهوداتنا الخاصة كما بنينا فندقنا بأموالنا ونشغل قرابة 180 عامل من تونس”

لم ينقص هذا الاستعراض  سوى أن يقول لقد منّنا عليكم أيها التونسيون فماذا تريدون أكثر؟

 بهذه الكلمات تهجم عبد الرحيم سليمان مدير اتحاد إذاعات الدول العربية على الصحفيات والصحفيين الذين أناروا ندوته الصحفية وأكرموا المهرجان بحضور غفير اهتماما منهم بعودة المهرجان إلى تونس وغيرة عليه فأهان بكلامه الدولة التونسية وكل من يمثلها من مسؤولين بالدولة وهم كثر! 

نسي سليمان والأرجح أنه تناسى أن المهرجان يقام على الأرض التونسية ويستفيد من الخبرات المتراكمة على مرّ السنين للإعلام التونسي وأن تونس لها الفضل على الاتحاد في تقديم كل التسهيلات اللازمة لإقامة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون وكل التظاهرات التي يقيمها الاتحاد، هذه التسهيلات التي لم يجدها في السعودية ولن يجدها في أغلب الدول العربية الأخرى لأسباب يطول شرحها أهمها حرية التعبير “هل ترى هي أشياء لا تشترى”  لذلك ينسب الفضل للدولة التونسية على اتحاد إذاعات الدول العربية وليس العكس.

تحت شعار “الفنون والثقافة تجمعنا” تنتظم الدورة 23 من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في الفترة الفاصلة بين 12 و 15 جوان 2023

تقام فعاليات المهرجان في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وتنطلق يوم الإثنين 12 جوان صباحا بإقامة المنتدى العربي للإعلام السياحي في دورة أولى له بفندق الاتحاد وفي المساء يتنظم حفل الإفتتاح بعرض “عطور عربية” لمحمد علي كمون كما سيقع الإحتفاء بضيوف الشرف لهذه الدورة وهم على التوالي: الفنانة شيرين من مصر، الفنان ميلاد يوسف من سوريا، الفنانة روعة السعدي من سوريا، الفنان جورج خباز من لبنان، الفنانة فاطمة الحوسني من الإمارات العربية المتحدة، الفنان حسن قرفال من ليبيا، الفنانة سناء عكرود من المغرب. أما المكرمون فهم على التوالي: الأستاذ عبد العزيز قاسم المدير العام الأسبق للإذاعة والتلفزة التونسية، الأستاذة إيناس جوهر الرئيس الأسبق للإذاعة المصرية، الأستاذة هاني فراج الرئيس الأسبق للجنة الإدارية المالية والقانونية للاتحاد، المخرجة إيناس يعقوب من البحرين، الممثل والخرج التونسي المنصف البلدي، الفنان تقي الدين صوبيرا من جزر القمر كما سيتم توزيع جوائز المسابقة العربية للموسيقى والغناء، كل هذه الفعاليات بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة.

ويفتتح المعرض التكنولوجي وسوق البرامج يوم الثلاثاء 13 جوان يليه ندوة “الدراما العربية في العصر الرقمي” فندوة هندسية بعنوان “الذكاء الإصطناعي وأدواته في إنتاج المحتوى”.

تتواصل الندوات يوم الأربعاء 14 جوان 2023 لتقام ندوة “الأفلام الوثائقية – تحديات الإنتاج والفرص المتاحة” ثم ندوة “التعليق الرياضي في الوطن العربي مدرسة أم مدارس؟” ليقام بعدها حفل توزيع جوائز التبادلات الإخبارية والبرامجية وتكريم رؤساء لجان التحكيم ومقرريها.

لتختتم الدورة 23 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بحفل فني يحييه الفنان ثامر حسني يوم الخميس 15 جوان بالمسرح الأثري بقرطاج.

شاهد أيضاً

عندما يدفع الفن ثمن المراهقة السياسية…

ليلى العوني – الأيقونة الثقافيةلما كانت الفنون والثقافة “وسائل ترفيه” كما ورد على لسان أحد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *